التهاب الحلق والمضادات الحيوية: هل يوجد لقاح قريبًا أم الأسوأ سيأتي؟
هل يوجد لقاح قريبًا أم الأسوأ سيأتي؟


يعاني الكثير منا من التهاب الحلق، وعادةً ما نلجأ للمضادات الحيوية ظناً أنها ستعالج المشكلة سريعًا. لكن الحقيقة أن معظم حالات التهاب الحلق سببها فيروسات وليس بكتيريا، واستخدام المضادات الحيوية بشكل مفرط يضر أكثر مما ينفع!
كيف ذلك؟
المضادات الحيوية مصممة لمحاربة البكتيريا، لكنها لا تؤثر على الفيروسات. وعندما نستخدمها بكثرة، تطور البكتيريا مناعة ضدها، مما يجعل علاج الالتهابات البكتيرية الخطيرة أكثر صعوبة في المستقبل.
إذن، ما الحل؟
الباحثون يعملون على تطوير لقاح ضد البكتيريا المسؤولة عن بعض حالات التهاب الحلق، وهي البكتيريا العقدية المقيحة الحالة للدم. هذا اللقاح، إذا نجح، يمكن أن يقلل بشكل كبير من عدد حالات التهاب الحلق التي تحتاج للمضادات الحيوية، وبالتالي يحمي صحتنا ويحافظ على فعالية هذه الأدوية لمواجهة الالتهابات البكتيرية الحقيقية.
ماذا نعرف حتى الآن؟
الدراسات الأولية تشير إلى أن اللقاح يمكن أن يمنع ملايين جرعات المضادات الحيوية سنويًا، خاصةً بين الأطفال.
لكن معظم الدراسات أجريت في الدول المتقدمة، ونحتاج إلى المزيد من البحث لمعرفة تأثير
اللقاح في الدول النامية حيث تنتشر البكتيريا العقدية المقيحة أكثر.
حتى مع وجود اللقاح، ستظل هناك حاجة للمضادات الحيوية في بعض حالات التهاب الحلق، ولكن استخدامها سيكون أقل بكثير.
خلاصة القول:
لقاح “العقدية المقيحة الحالة للدم” واعد للغاية في الحد من استخدام المضادات الحيوية بشكل مفرط وحماية صحتنا من البكتيريا المقاومة. لكن علينا انتظار نتائج المزيد من الأبحاث قبل تطبيقه على نطاق واسع. وفي الوقت نفسه، علينا جميعًا أن نكون أكثر حكمة في استخدام المضادات الحيوية، ونستشير الطبيب دائمًا قبل تناولها.
المصادر:
https://www.thelancet.com/journals/ebiom/article/PIIS2352-3964(23)00430-9/fulltext