

تخيلي معي طبيبة ذكية لا تنام ولا تكل، تفحص صور الأشعة السينية للثدي (الماموجرام) بسرعة فائقة ودقة عالية، وتساعد الطبيبات البشر في اكتشاف سرطان الثدي مبكرا! هذه ليست خيالاً علمياً، بل واقع يلوح في الأفق بفضل الذكاء الاصطناعي.
كشفت دراسة حديثة عن إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي كقارئ مساعد للطبيبات اي وجود عين ثالثة فائقة الذكاء تتعاون مع أطباء الأشعة في تفسير صور الماموجرام، مما قد يُحدث ثورة في مجال الكشف عن سرطان الثدي. إليك لمحة عن أهم نتائج الدراسة:
بشرى سارة!
زيادة الكشف عن السرطان: استطاع الذكاء الاصطناعي عند استخدامه بمفرده، اكتشاف نسبة أكبر من الأورام السرطانية مقارنة بالقراءة المزدوجة التقليدية التي يقوم بها طبيبان. وهذا يعني إمكانية اكتشاف السرطان في مراحل مبكرة، حيث يكون العلاج أكثر فعالية.
تقليل الفحوصات الزائدة: قلل الذكاء الاصطناعي نسبة استدعاء المريضات لإجراء فحوصات إضافية بسبب الشكوك غير المؤكدة بنسبة 47%. وهذا يقلل من القلق والإجراءات غير الضرورية على كثير من النساء.
لكن هناك بعض التحديات:
زيادة التحذيرات “المريبة”: في حين أن الذكاء الاصطناعي ماهر في اكتشاف الأنماط، فإنه قد يصدر تحذيرات حول بعض التغيرات غير السرطانية. وقد زادت نسبة تفسير الصور على أنها غير طبيعية بنسبة 21% مقارنة بالقراءة المزدوجة. لكن، تمكن الأطباء ذوي الخبرة من معالجة هذه التحذيرات وتقليل نسبة الاستدعاء الزائدة.
توازن بين الكفاءة والتعاون: لم تكن قراءة الذكاء الاصطناعي بمفرده فعالة تمامًا مثل القراءة المزدوجة من قبل الأطباء في اكتشاف السرطان. وأضافت مشاركة الذكاء الاصطناعي مع طبيبين (القراءة الثلاثية) إلى زيادة طفيفة في اكتشاف السرطان، لكن مقابل زيادة بنسبة 50% في المراجعات والمناقشات بين الأطباء لتأكيد النتائج. وهذا يثير تساؤلات حول تحسين سير العمل وإدارة حجم العمل.
النظرة العامة:
تضيف هذه الدراسة دليلاً قوياً على إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة قيمة في الكشف عن سرطان الثدي. وتفتح قدرته على اكتشاف المزيد من الأورام السرطانية مع تقليل الفحوصات الزائدة الطريق أمام تحسين نتائج العلاج للمريضات. ومع ذلك، من المهم أن نتذكر:
ما زال هذا بحثًا مبكرًا: هناك حاجة إلى المزيد من الدراسات لتأكيد هذه النتائج ومعالجة بعض القيود قبل الاستخدام الواسع النطاق.
الذكاء الاصطناعي يكمل الخبرة البشرية ولا يحل محلها: تُشدد الدراسة على أهمية دور الأطباء ذوي الخبرة في تفسير نتائج الذكاء الاصطناعي واتخاذ القرارات النهائية.
أكثر من مجرد تكنولوجيا: تعد الاعتبارات الأخلاقية وتكامل نظام الرعاية الصحية وتدريب كل من الذكاء الاصطناعي والأطباء عوامل حاسمة للتنفيذ الناجح.
بشكل عام، تمثل هذه الدراسة خطوة مهمة نحو الاستفادة من قوة الذكاء الاصطناعي في مكافحة سرطان الثدي. وفي حين أن التحديات ما زالت قائمة، فإن مستقبل فحص الماموجرام يبدو أكثر إشراقًا بمساعدة هذه التكنولوجيا الذكية.
المصادر:
https://www.thelancet.com/journals/landig/article/PIIS2589-7500(23)00153-X/fulltext